تفاسير سور من القرآن
الأمور التي جاء الدين لحفظها
...............................................................................
وقد علمنا من استقراء القرآن والكتاب والسنة أن الله جل وعلا في هذا التشريع الكريم الذي أنزله على هذا النبي الكريم بالغ في المحافظة على هذه الجواهر الست. بالغ على حفظ الدين، كما قال: صلى الله عليه وسلم رسم> من بدل دينه فاقتلوه متن_ح> رسم> ؛ محافظة على الدين لئلا يغير ويبدل، وقال: رسم> وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ قرآن> رسم> ؛ أي حتى لا يبقى شرك بدليل قوله: رسم> أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله متن_ح> رسم> .
وحافظ على الأنساب؛ فحرم الزنا، واختلاط ماء الرجل بماء الرجل، وتقذير الفرش لتبقى الأنساب مستقيمة واضحة ناصعة، قال: رسم> وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً قرآن> رسم> وأوجب جلد الزاني؛ محافظة على أنساب المجتمع رسم> الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ قرآن> رسم> وفي الآية المنسوخة التلاوة الباقية الحكم: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم .
ومن شدة محافظته على الأنساب أوجب العدة على المرأة إذا فارقها زوجها بموت أو طلاق. أوجب عليها التربص زمنا؛ ليعلم أن رحمها صفت من ماء الرجل الأول؛ لئلا يختلط معه بماء رجل آخر في رحم امرأة واحدة رسم> وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ قرآن> رسم> الآية.
ومن أجل محافظته على الأنساب منع سقي زرع الرجل بماء غيره، ولذا منع تزويج الحامل؛ فالمرأة إذا مات عنها زوجها أو طلقها وهي حامل لا يجوز أن تتزوج زوجا آخر حتى تضع حملها؛ لأنه إن تزوجها وجامعها سقى ذلك الحمل، وهو زرع لغيره بمائه. فمنع سقي الزرع بماء الغير محافظة على الأنساب؛ فقال: رسم> وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ قرآن> رسم> .
وحافظ الشرع الكريم على الأعراض، فنهى عن عن انتهاك الأعراض رسم> وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا قرآن> رسم> رسم> وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ قرآن> رسم> رسم> لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ قرآن> رسم> ثم إنه أوجب حد القذف ثمانين جلدة؛ زجرا ومحافظة على أعراض الناس، وهو قوله: رسم> وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ قرآن> رسم> .
ثم جاء في المحافظة على العقول فحرم شرب المسكر رسم> يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ قرآن> رسم> وقال صلى الله عليه وسلم: رسم> كل مسكر حرام متن_ح> رسم> رسم> ما أسكر كثيره فقليله حرام متن_ح> رسم> وأوجب حد شارب الخمر؛ محافظة على العقول وصيانة لها.
وكذلك منع من انتهاك المال، واحترم الملكية الفردية؛ حيث قال: رسم> لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ قرآن> رسم> وفي الحديث: رسم> لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفسه متن_ح> رسم> وقد بين القرآن في سورة النساء ما يدل على أنه سيأتي قوم في آخر الزمان يتخذون وسيلة إلى ظلم الناس في أموالهم من قولهم: هذا فقير، وهذا غني فنأخذ من الغني لنرده على الفقير كما هو مشاهد في المذاهب الهدامة.
قال تعالى: رسم> يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى قرآن> رسم> بأن تقولوا: هذا غني، فنأخذه للفقير، أو نكتم الشهادة عليه للفقير رسم> فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا قرآن> رسم> .
مسألة>